مقتطفات من حوار الجنرال علي محسن الاحمر مع سام الغباري

 مقتطفات من حوار الجنرال علي محسن الاحمر

في حوار اجراة سام الغباري لجريدة عكاظ مع الجنرال علي محسن


سام الغباري:مالذي جعلك جمهوريا صلبا هكذا ؟

علي محسن:كل من شهد يوماً من أيام الإمامة قبل سبتمبر ١٩٦٢م لم يجد بُداً من اكتساء صلابة المقاوم الشرس في مواجهة أي محاولة لإعادة تلك العصابة إلى السلطة. ورمقني بعينين واسعتين، منبهاً بكف مفتوحة: عصابة وليسوا حكاماً أو أئمة.

سام الغباري:فما بال الذين رأيناهم جمهوريين ثم ساروا إلى الحوثي مثل قطعان تائهة؟.

علي محسن :هي العقيدة!،  عقيدة الحرية والإيمان بأنك إنسان لك حقوقك وآدميتك، فهناك من يقول إنه جمهوري ثم يتبعها بانتمائه إلى الإمامة
 ضدان لا يلتقيان الإنسانية والإمامة.

سام الغباريهل كان «علي عبدالله صالح» معك في نفس المجموعة المقاتلة في معركة حصار السبعين ضد الامام قبل 53 عام ؟

علي محسن : لا، كان في كتيبة أخرى، المدرعات.

سام الغباريهل شارك حقاً في المعركة كما يقال، فهناك من شكك بذلك؟!

علي محسن : نعم، شارك بقوة وفاعلية.

سام الغباريمن كان قائدك المباشر؟

علي محسن : العميد علي عبدالله العرار، ونائبه اللواء الراحل محمد عبدالله صالح -رحمهما الله- الذي أصبح قائدا لقوات الأمن المركزي.

سام الغباري : كيف كان وقع اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح عليك؟

علي محسن : كان علي عبدالله صالح منذ طفولتنا أخاً لي، ولم يمر يوم سيئ عليّ كما يوم اغتياله، كانت فاجعة، وصدمة قاسية، وقد حذرته، أرسلت إليه أربع عشرة نصيحة حال قرر فعلاً خوض الحرب مع الحوثيين، أولاها أن ينسحب إلى منطقة حصينة خارج العاصمة، وثانيتها ألا يفصح لأحد عن مكانه لأن رأسه أهم ما في المعركة، وثالثتها عدم قبول أي واسطة مهما بدت مسالمة لأنها خدعة تريد كشف موقعه والاطلاع على استعداداته، ورابعتها أن يتم التواصل بين قيادات المعركة بهواتف محصنة من الاختراق.

سام الغباري : لماذا لم تتدخلوا عسكرياً لإنقاذه؟

علي محسن : قيادات مؤتمر صنعاء كلها طالبتنا بعدم التدخل، كان مبررها أن أي تدخل مباشر من الجيش أو التحالف العربي سيفقد «صالح» زخماً شعبياً قد يستفيد الحوثي منه لتأليب الناس عليه خصوصاً إذا وقع خطأ غير متوقع في دقة الضربات الجوية!

سام الغباريهل كان علي عبدالله صالح مع التدخل؟

علي محسن : نعم، لقد طالبني بذلك.

سام الغباري :  كان عليكم إنقاذه!

علي محسن : كان الرأي السائد هو الامتثال لمطالب من هم في الميدان، لمعرفتهم الكاملة بكل ما يدور، على أمل الفوز.

سام الغباري : وماذا عن طارق ؟

علي محسن : ما به

سام الغباري : هل تواصلتم معه حينها ؟

علي محسن : لا، كان التواصل مع الزعيم عبر شخصية موثوقة ومقربة منه.

سام الغباريوالآن هل تتواصلون مع طارق؟

علي محسن : طارق اليوم جزء من المقاومة البطولية المشرفة في مواجهة الحوثيين ومشروعهم العنصري المسيء للفطرة والكرامة والحرية والقيم السوية، ونحن نرحب بكل جهد وكل قدرة وكل بندقية في هذه المعركة التي نخوضها نيابة عن الإنسانية، وذلك ما أكده فخامة الرئيس مراراً في أكثر من مناسبة.

سام الغباري : هل مارب في خطر ؟

علي محسن : التراجع الذي تعرضت له المعركة لم يكن في نهم أو الجوف وحسب، بل في سائر الجبهات، من الجوف حتى الضالع، وتعز ومحاولة إدانة شخص واحد وتحميله مسؤولية ما حدث أمر غير منطقي، لقد قمنا من ناحيتنا بإقالة ستة قادة عسكريين وأحلناهم للتحقيق، ثم ظهر بعضهم في وسائل التواصل لاتهام قيادات في الشرعية بتسليم مديريات بعينها إلى الحوثي، وهذا محض افتراء.

سام الغباريلماذا لم يسمعك الناس أو النخب والأحزاب يوم كنت تحذر من احتلال صنعاء، ومعك قلة لم يصغ إليهم أحد؟

علي محسن : لقد أُفرِغ الناس دعائيا من المواجهة، وكانت سنوات ما قبل ٢٠١١ مكرسة للنيل مني، بالشائعة أحياناً، وبالإعلام الذي أتيحت له كل الحرية، فلم يعد بالإمكان كسب القناعات لأنها تشوشت، وضمائر البعض بيعت بالمال، وكنا على حافة حرب سابعة لم تمكننا من تجميع قواتنا المدربة كما يجب، وهذا ما جعل كل من يقرع أجراس الخطر مجرد رجل مزعج.

سام الغباريهل عرضتم الأمر على القيادة السعودية، وطلبتم مشورتها ودعمها؟

علي محسن : لا   لأن الحوثيين لم يكونوا حينها مشكلة مؤرقة للنظام في صنعاء حتى نُقلق الأخوة في المملكة بهم.

سام الغباريكيف تراهم (السعوديين) ويرونك بعد سبع سنوات من اندلاع عاصفة الحزم؟ 

علي محسن : نحن معهم، وهم معنا، دماؤنا ودماؤهم نزفت على أرض المعركة في تضحية واحدة، وهدف واحد، وقضية لا تعرف الهزيمة،ما يلزم إلى كل من له قلم في اليمن أن يلتزموا العهد المسؤول بالتحالف الذي نشأ على أنبل معركة في التاريخ المعاصر، فقلب السعودية ويدها البيضاء حاضرة في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -